ElTawkeel.com 

تجربة: محمود مصطفي كمال

تصوير: جونتا شميد

تجربة BMW i3 كانت مختلفة عن أي سيارة أخري، جزء من الإختلاف تمحور حول كونها سيارة كهربائية بالكامل تختلف في طبيعتها وطبيعة قيادتها عن سيارات محركات البترول، والجزء الأخر كان سببه كم التكنولوجيا التي وضعتها BMW بها لتتفرد بالكثير عن أي سيارة مدينة أخري.

في اليوم الثالث في ميونخ قمت بقيادة السيارة BMW 428i من الفئة الرابعة متوجهاً إلي أكاديمية BMW وMINI للقيادة، وكان الصباح ممطراً بشكل قد جعل حلبة الأكاديمية مجهزة لتعطينا إنطباعاً حقيقياً عن أداء i3 في مختلف طروف الطقس، وحال الوصول والنظرة الأولي للسيارة كان من السهل التعرف علي DNA تصميمات BMW الطاغي علي تصميمها الخارجي، ولكن ذلك قبل أن تري الإختلاف الكامل بالتصميم الداخلي عن أي من سيارات BMW، وهو ما يوضح الإستقلالية التامة في الشخصية التي ستحملها سيارات BMW i.، فقد راعت BMW إستخدام القدر الأقل علي الإطلاق في الكيميائيات بتصميم المقصورة الداخلية، التي يدخل في تصميمها الخشب وبعض الجلود المعالجة بالزيوت الطبيعية فيما يستخدم الكاربون فايبر في جسم السيارة الخارجي، والذي يعد أحد أفضل المواد الممكن إستخدامها في الهياكل الخارجية للسيارات لصلابته وخفة وزنه، وهو ما تحتاجه سيارة كهربائية مثل i3 تحتاج للإقتصاد للحد الأقصي في وزنها لحملها بطارية يبلغ وزنها ٢٣٠ كيلوجرام.

 أبواب السيارة تعطي دخولاً مريحاً للسائق والراكب الأمامي، كذلك ركاب المقاعد الخلفية، كما أن وجود ناقل الحركة خلف عجلة القيادة وفراغ المساحة بين السائق والراكب الأمامي تجعل من السهل الإنتقال بين المقعدين الأماميين بدون حتي الخروج من السيارة.

 بالضغط علي زر بدء المحرك ستلاحظ أنك لا تسمع أي شئ، علي خلاف سيارات محركات البترول، وهو ما أخبرنا عنه محاضرو الأكاديمية، أن مختبري السيارة في المرة الأولي يضغطون علي زر إدارة المحرك وينتظرون سماع ضجيج بدء المحرك فيما لن تعطيك i3 أكثر من كلمة "Ready" علي شاشتها لتخبرك بأنها مستعدة للإنطلاق.

 الإنطلاقة الأولي مع i3 كانت مبهرة بحق وذلك لإختبار قيادة محرك يبدأ عزمه عند ٢٠٠ لفة للمحرك في الدقيقة فقط! لذلك فمنذ بدء ضغطك علي بدال التسارع ستجد أن السيارة تنطلق بأقصي قوة لتصل إلي سرعة ١٠٠ كيلومتر في الساعة خلال ٧.٢ فقط بقوة ١٧٠ حصان، ويصل المحرك لعدد لفات تبلغ ١١،٤٠٠ لفة في الدقيقة، كما أن مركز الجاذبية المنخفض للسيارة يعطيها ثباتاً مثالياً في المنعطفات والتغييرات المفاجأة للإتجاه وهو ما إختبرناه داخل الحلبة علي مختلف السرعات، ويعزز ذلك التوزيع المثالي لوزن السيارة بين مقدمتها ومؤخرتها بنسبة ٥٠ إلي ٥٠.

 أحد المميزات التي تنفرد بها i3 هي تجربة القيادة ببدال واحد وهو بدال التسارع، فمن الممكن أن تقود السيارة بدون الضغط علي بدال الفرامل علي الإطلاق، فبمجرد رفع قدمك عن بدال التسارع تجد أن السيارة تقوم بكبح نفسها بشكل أقوي بكثير عن كبح سيارات محركات البترول، وبالتعود خلال دقائق ستجد أنك تستطيع قيادة السيارة بدون تحريك قدمك عن البدال ذاته! وهو ما إختبرناه بقيادة لدورتين كاملتين داخل الحلبة المليئة بالمنعطفات الضيقة وخطوط التسارع الطويلة مما يجعلك تغير سرعتك دائماً، بدون إستخدام الفرامل علي الإطلاق، وداخل المنعطفات الضيقة ظهرت ميزة أخري للسيارة وهي قطر الدوران الذي يمكنها من الدوران في أضيق المنعطفات رغم قاعدة عجلاتها الطويلة مقارنة بحجمها. 

ولكونها سيارة مدينة، فقد حرصت BMW علي أن تجعلها متصلة بالكثير من المعلومات بأكبر قدر ممكن، في جملة قصيرة فإن i3 هي سيارة ذكية مثلها مثل الهواتف الذكية، فتستطيع السيارة من خلال نظام ConnectedDrive والتطور الدائم الذي تدخله BMW عليه تصبح السيارة قادرة علي التعرف علي أقرب محطات الشحن وإذا كان هناك مكاناً متاح للشحن أم أنك ستنتظر، وتستطيع السيارة شحن بطاريتها بمحطات الشحن السريع خلال أقل من ٣٠ دقيقة، لتسير بعدها لمسافة تصل إلي ١٩٠ كيلومتر، وتملك السيارة ثلاث برامج للقيادة، الأول هو Comfort وتعمل فيه كامل كماليات السيارة بشكل كامل، والثاني هو ECO PRO والذي ينخفض فيه أداء التكييف وبعض الكماليات الأخري بشكل طفيف لزيادة الكيلومترات المتبقية، والأخير هو ECO PRO+ والذي يتم فيه إغلاق التكييف وجميع الكماليات بشكل كامل عدا مذيب الضباب للزجاج لتظل الرؤية مثالية، مع تحديد السرعة القصوي للسيارة بتسعين كيلومتر في الساعة لضمان إستهلاك مثالي للكهرباء المتبقية، وتتسارع السيارة عن ٩٠ كيلومتر في الساعة فقط عند تسارع الطوارئ بضغط بدال التسارع لأخر مساره، ويتواصل نظام الملاحة مع نظام حالة شحن البطارية إذا بتحديد وجهة تتخطي الكيلومترات المتبقية بشحن البطارية، فيقوم نظام الملاحة بإقتراح نظام بديل أو إقتراح القيادة علي نظام أكثر إقتصادية من Comfort مثل ECO PRO أو ECO PRO+ حتي تصل إلي وجهتك.

تزود السيارة ببرنامج للمساعدة علي الركن، تقوم خلاله بالتوقف جانب المكان الذي تريد صف السيارة به فقط، والضغط علي زر الركن، لتقوم السيارة بركن نفسها بدون أي تدخل من السائق حتي في الأماكن الضيقة، وتتطلب فقط أن يكون مكان الركن أطول من السيارة بمتر واحد لمجموع المسافتين الموجودتين خلف وأمام السيارة.

 أحد مزايا نظام ConnectedDrive أيضاً بالسيارة إلي جانب المزايا المعروفة عنه بباقي سيارات BMW بالتواصل مع محطات الراديو بالإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي، فإنه حالياً أيضاً يقبل دعم بعض البرامج الجديدة مثل برنامج GoPro الخاص بالكاميرات من الشركة التي تحمل الإسم ذاته، إذ تستطيع توصيل الكاميرا بالسيارة وعرض محتوياتها والمشهد الذي تقوم بتصويره الأن علي شاشة السيارة، كما تقوم السيارة بالتواصل مع أجندة هاتفك الذكي لتذكيرك بمواعيدك التي قمت بحفظها عليه، والوقت المناسب للتحرك حسب حالة الطريق، وتقوم بتحذيرك بأنك عليك التحرك مبكراً إذا قامت برصد زحام مروري.

 علي الجانب الأخر فيما أنت خارج السيارة فتستطيع التواصل معها عبر تطبيق علي هاتفك الذكي تستطيع من خلاله معرفة موقعها، وحالة أبواب السيارة، وإغلاقها عن بعد إذا نسيت إغلاقها، وحالة المصابيح الأمامية، كما تستطيع أن تشغل منظم الحرارة للبطارية في البلاد ذات الأجواء الباردة لتخسين البطارية وتحضيرها للسير أو الشحن، كما أنك تستطيع إستعراض معلومات السيارة كاملة مثل عدد الكيلومترات المقطوعة والإنبعاثات الذي وفرتها علي البيئة إذا قدت المسافات نفسها مستخدماً سيارة تعمل بالوقود، مع إمكانية تشغيل التكييف وبعض الكماليات عن طريق الهاتف، وأخيراً فإنك إذا فقدت مكان سيارتك فإنك تستطيع أن تجعلها تطلق بوقها عن بعد لتتبع الصوت.

 في حالة الحوادث فإن السيارة ستقوم بالإهتمام بك، فهي تستطيع الإتصال أوتوماتيكياً بشركة المساعدة علي الطريق حتي وإن كنت غائباً عن الوعي، ومن خلال حساسات السيارة ستعرف مدي الضرر الذي وقع بك وبالسيارة بالحادث وعلي أساسه سيصل طاقم طبي مجهز حسب الضرر الواقع بعد أن تبعث السيارة بتقرير مزود بموقعك بالتحديد.

 في حالة شرائك للسيارة BMW i3 فأنت تقوم بشراء البطارية أيضاً علي عكس الكثير من الشركات المنتجة للسيارات الكهربائية التي لا يتضمن سعر السيارة بها شراء البطارية وتقوم بتأجير البطارية للعميل، ويبلغ الضمان علي البطارية ٨ سنوات أو ١٠٠ ألف كيلومتر.

 BMW i3 هي بالتأكيد سيارة تحمل الكثير من لمحات سيارات المستقبل الخاصة بالمدينة، فمن خلال تجربة قيادة الجيل الحالي والإطلاع علي ما تحضره BMW للأجيال القادمة، ستعرف أن الصانع الألماني العريق يعرف إلي أين سيأخذ مستقبل صناعة السيارات.

للمزيد عن جولة ElTawkeel.com مع BMW فى ميونخ اضغط هنا.