حوار: رشا عصام

يجب على الكثير من الرجال فى مصر إعادة النظر فى إدعاءهم الذي يفيد بأن الفتيات المصريات لا يجدن قيادة السيارات، خاصةً بعدما يتعرف من خلال هذا الحوار الصحفي على يارا شلبي أول متسابقة راليات فى مصر، فهي قررت إحتراف قيادة السيارات والتخصص فى أصعب أنواع رياضة سباقات السيارات وأكثرها إرهاقاً إلى جانب منافسة كثيراً من المتسابقين المميزين فى مصر.

حدثينا عن سبب إحترافك لقيادة السيارات والمشاركة فى أصعب أنواعها، الراليات؟

لقد بدأت المشاركة فى سباقات الراليات منذ سنة ونصف، فأنا طوال عمرى كنت أحب قيادة السيارات ومشاهدة السباقات خاصة الراليات وكنت أذهب مع عائلتي بشكل دائم فى رحلات سفارى مما سبب حبي للصحراء، وعندما تمكنت من شراء سيارة دفع رباعي قررت أن أشارك فى تلك الرياضة وعدم الإكتفاء بالمتابعة.

هل وجدتي إعتراض من جانب المقربين لكي عندما قررتي خوض سباقات الراليات؟

فى البداية كان هناك قلقاً من جانب عائلتي لدخولى ذلك المجال، ولكن لم يكن القلق بسبب كوني أول فتاة مصرية تنافس فى سباقات الراليات، إنما كان القلق من خطورة تلك الرياضة ومشقتها الجسدية والسرعة التى تتميز بها، ولكن مع الوقت ومع مشاركاتي فى سباق بعد الأخر أصبح الأمر عادياً بالنسبة لهم طالما يتم تطبيق معايير الأمان اللازمة.

بالنسبة للمشقة الجسدية التى يتميز بها ذلك النوع من السباقات بوجه خاص، كيف تتعاملين معه؟

لا أجد مشقة جسدية بالغة فى ذلك النوع من السباقات بالشكل الذي قد يتصوره البعض، وهذا من الممكن أن يرجع إلى كوني أمارس الرياضة بمختلف أنواعها منذ سن مبكر بالإضافة إلى التدريب المستمر الذي جعلنى أكثر قوة وأكثر تحملاً وأكثر قدرة على مواجهة المشكلات الطارئة التى قد تواجهني أثناء السباق.

كيف كانت بدايتك فى سباقات الراليات، وكيف تم إلتحاققك بفريق رحالة؟

إشتركت حتى الأن فى أربعة راليات، المشاركتان الأولى كانت على متن جيب رانجلر ومشاركاتى التالية كانت على متن تويوتا كروزر، وكانت أول مشاركة لى فى رالى الجونة فى شهر مارس العام الماضي ولم احقق فيه نتيجة مرضية، لتأتى مشاركتى الثانية أكثر إرضاءاً بالنسبة لي، حيث حققت المركز الثاني فى رالى تحدى الرمال فى الفئة الثانية من السباق، وهو الأمر الذي لفت إنتباه فريق رحالة المصري للراليات وجعلهم يهتمون بإنضمامي للفريق، لتكون أولى مشاركاتي مع فريق رحالة رالى الفاروقي الذي اقيم منذ فترة تليه مشاركتي معهم فى رالى الجونة 2014 لأحقق المركز الثاني على الفئة المشاركة بها والمركز الخامس بشكل عام.

بصفتك أول متسابقة راليات فى مصر، هل تعتقدين أن الفتيات المصريات يتجهن الأن للمشاركة فى رياضة سباقات السيارات بشكل عام؟

أعتقد أن العديد من الفتيات المصريات يتجهن الأن للمشاركة فى ذلك المجال بالفعل، فهناك على سبيل المثال العديد من الملاحات المصريات، فكانت مشاركتي الأول بالراليات فى سباق الجونة العام الماضي مع الملاحة المصرية نهي صبحي.

وما رأيك فى إدعاء الكثير من الرجال المصريين بأن السيدات فى مصر لا يجدن القيادة؟

أعتقد أن ذلك الرأى يحمل قدراً كبيراً من الخطأ إلى جانب كونه عنصرياً .. فأنا أؤمن أن هناك فتيات ورجال لا يتمكنون من قيادة السيارات على حد سواء وذلك لا يرجع بالتأكيد لجنسهم إنما لمهاراتهم فى قيادة السيارات مثل مثل أى شىء اخر.

على المدي القريب، ما هي خططك؟

أتمني المشاركة فى العديد من الراليات هذا العام مثل رالى المغرب ولكن ستكون مشاركتى به مرهونة بإيجاد الرعاية المناسبة، فأنا لن أتمكن من تحمل نفقات المشاركة فى راليات عالمية بشكل فردي، وقبله سأشارك فى رالى الفراعنة فى شهر مايو القادم لتكون بذلك أولى مشاركاتى فى الراليات العالمية، ليلحق بها رالى تحدي الرمال ورالى الفاروقي.

ما هي أكبر المشكلات التى تواجهك كمتسابقة راليات؟

إيجاد الرعاية المناسبة بالطبع تعد المشكلة الأكبر، فتحمل نفقات المشاركات فى الراليات بمختلف متطلباتها يعد أمراً مرهقاً وصعباً للغاية، فإذا استمرت الرعاية المناسبة غائبة لن أتمكن من خوض العديد من الراليات الدولية، فأنا اعتقد أن غياب الدعم والرعاية عن رياضة سباقات السيارات فى مصر هي أكبر المشكلات التى تواجهنا كمتسابقين.

أخيراً ماهي طموحاتك التى تسعي لتحقيقها فى رياضة سباقات الراليات؟

أسعي للمشاركة فى راليات عالمية وتحقيق مراكز متقدمة بها، وعندما أحقق ذلك أنوى أن أتجه لتجربة أنواع سباقات أخرى مثل سباقات السرعة والدريفت، كما اتمني دعمي مستقبلاً من جانب الإتحاد الدولي للسيارات FIA.