ElTawkeel.com

حوار: محمود مصطفي كمال

يعد الكارتنج أحد أهم أنواع سباقات السيارات فى العالم، وفي الواقع يعد الإهتمام به فى مصر هي الخطوة الأولى للوصول لبطولة فورمولا ١،  ولكن ما هو الكارتنج، ولماذا يجب أن نهتم به لكي نصل إلي فورمولا ١ ؟، هذا ما كان محور الحديث مع بطل الكارتنج المصري طارق خضر الحاصل علي لقب بطل الشرق الأوسط بفئة East Kart عام ٢٠١١ وبطولة مصر في الروتاكس والمشارك بأربع بطولات عالم للكارتنج.

قد لا يعرف الكثيرون فى مصر سباقات الكارتنج، حدثنا عنها.

الصورة النمطية بذهن الجميع أن سباقات الكارتنج هي للملاهي فقط، إلا أن سيارات الكارتنج الإحترافية تستطيع أن تصل لسرعة ١٠٠ كم/ساعة خلال ٣.٥ ثواني فقط، وفي الخارج إذا أردت أن تكون بطل لرياضة السيارات فعليك أن تبدأ بقيادة سيارات الكارتنج فئة مايكرو ماكس كارت من سن ٦ إلي ٨ سنوات، ثم ميني ماكس من ٨ إلي ١٢ سنة، ثم فئة المبتدئين من ١٢ إلي ١٦ سنة، وتبدأ فئة المحترفين من سن ١٦ سنة وهي التي يمكن أن تبدأ منها بشكل حقيقي مشوارك لكي تصبح سائق فورمولا ١، ولكل فئات الكارتنج هناك بطولات عالم، حتي لهؤلاء ممن في سن ٦ سنوات.

لماذا يجب أن تبدأ بالكارتنج لإحتراف بقية أنواع سباقات السيارات حتى وإن كانت السيارات الكبيرة هي المستخدمة؟

الكارتنج يعدك لكي تصبح سائق سباقات محترف، فعن طريق الكارتنج يمكنك التعرف علي كيفية حركة السيارة وردود أفعالها وتعديلاتها، بالإضافة إلى إعدادك بدنياً لكي تصبح بطل سباقات، ففي سيارة الكارتنج ستجد المحرك علي يمينك ومخرج العادم خلفك مباشرة فيما تكون العجلات حولك في الإتجاهات الأربعة، وستجد أن هناك حرارة ضخمة تتجه إليك من هذه العناصر الثلاث، ومع إرتدائك لبدلة السباقات والخوذة، فإن المؤشرات أكدت أن سائق الكارتنج يفقد في السباق الذي يستمر لحوالي ٢٥ دقيقة ما يوازي كيلو ونصف من المياه، وهو ما يتطلب أن تكون لائق بدنياً لفقد هذه الكميات الضخمة من المياه بدون فقد قدرتك الذهنية أو البدنية.

وما وجه التشابه بين سباقات الكارتنج وفورمولا 1؟

يمكنك التعلم من خلال الكارتنج أن تعود بتقرير مفصل عن أداء السيارة للميكانيكي الخاص بك لتعديل السيارة بالشكل المثالي للجولة التالية، وتتعلم كيفية إدارة الإطارات وهو ما يعد عنصراً أساسياً لأي سائق فورمولا ١، فعندما تبدأ في الكارتنج تعرف متي تعلو حرارة الاطارات مما يعلمك كيفية ضبطها من البداية وكيف تتعامل معها علي مختلف درجات حرارتها خلال السباق، حيث تتغير إستجابة الإطارات حسب حرارتها وهو ما يغير من أداء السيارة تماماً، كما يتعلم السائق التركيز والإستمرارية، ففي سباقات الكارتنج التي تضم ٣٠ دورة حول الحلبة أنت لا تتعلم أن تحقق أسرع دورة حول الحلبة، وإنما أن تكرر هذه الدورة الأسرع لثلاثين مرة وهو ما يعد أحد أكثر ما يميز السائق الناجح علي الإطلاق.

هل كل من يتعلم قيادة الكارتنج ينجح في السباقات الأخرى؟

بالطبع، فقد شاركت ببطولة Egypt Speed Challenge لإثبات هذا الأمر، فهي بطولة للسيارات الكبيرة وشاركت بها بسيارة BMW خاصة بأحد الأصدقاء، وكانت هي المرة الأولي التي أتسابق فيها بمثل هذه السيارات، ولكنني كنت أعرف نظرياً كيف ستكون ردود أفعال السيارة مع معرفتي بخطوط التسابق من الكارتنج، وبالفعل حصلت علي المركز الثاني بفئتي.

كيف هو الحال بالنسبة لسباقات الكارتنج فى الخارج؟

حينما شاركت ببطولات العالم للكارتنج لاحظت أنني أمثل أحد كبار السن بالبطولة، فكان سني في أحد البطولات مثلاً ٢٦ سنة بينما كان المشاركون معي فى السباق تتراوح أعمارهم ما بين ١٧ و١٩ سنة، وذلك بسبب بدأهم في سن صغير، بالإضافة لأن ثقافة السباقات منتشرة هناك، فدائماً ما كنت أجد المتسابق وقد أتي مع عائلته في "كارافان" يقومون بركنه بجانب الحلبة لتوفير نفقات الإقامة بفندق، ويقوم والد المتسابق بدور الميكانيكي، ويقومون بالترحال ما بين بلدان أوروبا في عطلة نهاية الأسبوع للمشاركة في السباقات، فتجد أن العائلة كلها تشارك بالسباق، وهو ما تراه بين أبطال العالم بفورمولا ١، فدائماً ما تشاهد والد الانجليزي لويس هاملتون سائق مرسيدس معه في السباقات، ووالد جينسين بوتون سائق مكلارين قبل وفاته، وذلك بسبب مشاركتهم أبنائهم للعبة منذ الصغر بل وممارستهم لدور الميكانيكي أحياناً.

هل يوجد ذلك النوع من السباقات فى مصر؟

مصر تمتلك حلبتين كارتنج معتمدتين من جانب الإتحاد الدولي للسيارات FIA وهما حلبتي جيبلي ونوس بشرم الشيخ، ولكن المشكلة أن الناس لا تعرف ما هو الكارتنج وما هي أهميته، خاصة أن الأهالي لا تفضل أن يشارك أبنائها برياضة السيارات لإعتقادهم بأنها خطرة للغاية، فيما إصدر الإتحاد الدولي للسيارات دراسة بأن سباقات الكارتنج أكثر أماناً بعشر مرات من القيادة علي طريق عام، بالإضافة لأن الأمر غير مألوف، فقد تجد أحد الأباء يشجع إبنه علي إحتراف كرة القدم ليصبح لاعباً عالمياً، فيما لا يعرف مصرياً مشهوراً بعالم السيارات.

ما هو الذي تسعي لتحقيقه من خلال مشاركاتك بسباقات الكارتنج؟

 حاولت من خلال مشاركاتي بالبطولات الإقليمية والعالمية أن أعطي مثالاً للشباب الصغير يحب أن يصبح مثله، لكني اعتبر ما وصلت له ليس كافياً، وأبحث عن المشاركة في بطولات أكبر ولكنني أنتظر الدعم المادي لذلك من الرعاة.

ماهو الدور الذي من الممكن القيام به للإهتمام بسباقات الكارتنج؟

نحن نملك بالفعل حلبات ولكنها جميعاً بشرم الشيخ، وفي أوروبا قد تذهب العائلة من ألمانيا إلي إيطاليا في كارافان للمشاركة في سباق، إلا أن سكان القاهرة لن يفعلوا ذلك وينتقلوا لشرم الشيخ، لذلك يجب أن يصبح هناك عدداً أكبر من حلبات الكارتنج والإهتمام بهذه الرياضة قبل أن يتهمنا الجميع بالغباء لعدم وجود أبطال أو حلبات لفورمولا ١ في مصر بما يمثله ذلك من ضياع للفرص السياحية التي تمثلها هذه الرياضية، فما يجب أن يعرفه الجميع أن الطريق إلي فورمولا ١ يبدأ من الكارتنج، ولن نبدأ الطريق من نهايته بالوصول إلي فورمولا ١ أولاً، كما يجب أن تعود بطولات الكارتنج بعد إختفائها منذ عام ٢٠١١ بسبب الظروف السياسية.