Rush .. السينما تصل الى حلبات السباق الحقيقية

الجمعة ١٤ يناير ٢٠١٤

كاتب:

كتب: محمود مصطفي كمال

"الرجال يحبون النساء، ولكنهم آيضاً يحبون السيارات!" تأتي هذه الجملة علي لسان أحد الشخصيات بفيلم Rush الذي يجب أن ترتدي ملابسك فوراً لتشاهده بإحدي دور العرض السينمائي في مصر إذا أردت آن تشاهد فيلماً حقيقياً عن حياة السيارات والسباقات وليس علي طريقة سلسلة أفلام Fast and Furious التي يسير فيها أبطال الفيلم علي مهبط طائرات بسرعة ٢٥٠ كيلومتر في الساعة لمدة ١٥ دقيقة ولا ينتهي هذا المهبط أبداً .. ففيلم Rush حقيقي لدرجة أنه أحد الآفلام القليلة المنقولة عن قصة حقيقية التي يقول أبطالها الواقعيون أن الفيلم السينمائي لم يغير في الأحداث لجعلها أكثر جاذبية .. ففي الواقع أن عالم السيارات مثير بشكل يكفي بأن يجعل الشاشة الفضية تنقل القصة في صمت بدون تدخل، وينقل الفيلم أحداث أحد أشهر البطولات في تاريخ سباقات فورمولا ١ وهي البطولة الخاصة بعام ١٩٧٦ التي شهدت دراما ترضي غرور هوليوود الجامح في المنافسة بين سائق فيراري النمساوي نكي لودا وسائق مكلارين الانجليزي جايمس هانت.

نجح طاقم الفيلم بقيادة المخرج رون هاوراد في محاكاة شكل سيارات السباق في هذه الحقبة بشكل ممتاز والتي اكتسي معظمها بإعلانات شركات التبغ قبل أن يتم منع الإعلان عنها في هذه الرياضة، وأيضاً كانت محاكاة شكل الحلبات ممتازة لتشعر وكأنك تشاهد أحد السباقات الكلاسيكية بالفعل، كذلك فإن جميع الموسيقي المصاحبة لمشاهد الفيلم هي أغاني من كلاسيكيات الروك تنتمي للسبعينات، وكانت أصوات المحركات مثيرة لتحاكي قوة المحركات المستخدمة في هذا الوقت التي كانت تصل إلي ١٢ سيليندر علي عكس الوقت الحالي الذي تم تحديد المحركات فيه إلي ٨ سيليندر للحفاظ علي استهلاك الوقود، ثم أعيد التحديد إلي ٦ سيليندر فقط بدءاً من بطولة ٢٠١٤ التي لم تبدأ بعد.

في ذلك الوقت بسباقات فورمولا ١ كان هناك مساحة أكبر بكثير للسائق لكي يصبح العنصر الأكثر تحكماً في كل شئ، قبل أن تتحول فرق فورمولا ١ إلي موسسات في حد ذاتها بعدما تدخلت الحسابات التجارية والتسويقية بشكل أكبر، فأصبح هناك تقنيون ينصحون السائق عبر اتصالات لاسلكية متي يغير إطاراته ومتي يضغط علي المحرك ومتي يجب أن ينسحب وكيف يتصرف في حالة وجود عطل ما، وقبل أن يتم تدريب الفنيين علي تغيير الاطارات وتزويد السيارة بالوقود خلال التوقف أثناء السباق في أقل من ٣ ثواني توفيراً لوقت المتسابق. في ذلك الوقت كانت الشركات تطمح فقط في بناء السيارة الأسرع علي الإطلاق، ثم محاولة العثور علي سائق يستطيع أن يضع حياته علي المحك بدفع هذه السيارة لحدودها القصوي خلال السباقات، خاصة أن حالات الوفاة الناتجة عن الحوادث في هذا الوقت كانت مرتفعة للغاية، للدرجة التي كان الجميع فيها يتعجبون إذا إنتهي أحد مواسم فورمولا ١ بنفس عدد السائقين الذي بدأ به.

جسد الفيلم الصراع بين النمساوي المنضبط للغاية نكي لودا، والانجليزي الوسيم المحب للحياة جايمس هانت، بطريقة عرضت القصة بشكل جذاب لا يخلو من التسلية، فلن تشعر بالملل حتي وإذا لم تشاهد في حياتك أي سباق للسيارات ولا تعرف ما هي سباقات فورمولا ١، فقد إهتم الفيلم باللمحة الإنسانية في الصراع ما بين بطلي الفيلم طبقاً لرؤية كل منهما للحياة، ورغم تباعد فلسفتهما بشكل كبير إلا آن كلاهما كان يبحث عن ذاته بالطريقة نفسها وهي الإنطلاق في الحلبة بأقصي سرعة مواجهاً الموت في كل بلاد العالم حيث تقام جولات فورمولا ١، مشاهداً زملاؤه يتساقطون بشكل دائم بسبب الحوادث، لترتفع الدراما الواقعية حينما قارب موسم ١٩٧٦ علي الانتهاء وكلا السائقين متقاربين في عدد النقاط، ليأتي سباق ألمانيا علي حلبة نورنبيرج الأخطر علي الإطلاق ليطيح بنكي لودا في حادث عنيف ظل يحترق علي أثره لمدة دقيقة كاملة داخل السيارة قبل أن ينجح السائقون الأخرون في اجتذابه خارجها.

الأطباء الذين قالوا أن لودا كان ليموت علي الفور لو ظل داخل السيارة لعشر ثوان إضافية فقدوا الأمل أثناء محاولة علاجه بالمستشفي، بل أنهم قد استدعوا كاهناً ليجلس بجواره تحسباً لوفاته في أي وقت، ولكنه أفاق ليقول "قولوا للكاهن أن يرحل .. ما زلت حياً". فقد لودا في الحادث الكثير من ملامح وجهه بعدما ذاب جلده نتيجة للاحتراق، إلا أنه لم يفقد حبه للمنافسة، ولم يفقد أيضاً رغبته في حرمان غريمه الانجليزي من بطولة العالم لعام ٧٦، وكانت المفاجأة هي عودته للتسابق بعد ٦ أسابيع فقط من الحادث ليجلس في المؤتمر الصحفي الخاص بسباق ايطاليا وجلده المحترق ما زال ينزف الدماء، لكن المفاجآة الأكبر كانت فوزه بالمركز الرابع في هذا السباق وانسحاب هانت لعطل ميكانيكي. 

بغض النظر عن نتيجة هذا الموسم الأسطوري والتي ستعرفها في الفيلم أو التي تعرفها بالفعل إذا كنت أحد محبي فورمولا ١، إلا أن الفيلم إستطاع إن ينقل بإحترافية شديدة الفروق في شخصيتي البطلين، لودا الذي يحب الفوز ويحسب كل شئ بشكل دقيق، وهانت الذي يحب الاستمتاع بالفوز أكثر من الفوز نفسه، ولا يحسب أي شئ علي الاطلاق، فقط يأخذ السيارة ليقودها بشكل سريع وعنيف في كل سباق، وهو نموذج قد قارب علي الاختفاء اليوم إن لم يكن قد إختفي بالفعل في ظل القيود والمحددات التي طرأت علي دور السائق داخل وخارج السباق منذ منتصف السبعينات وحتي الأن، وقد ظهر ذلك بشدة في الحوار الأخير بين لودا وهانت حينما قال نكي لودا أنه لا يخوض أي سباق إذا كانت إحتمالية موته فيه تفوق ٢٠٪، فرد عليه هانت قائلاً "لا تتحدث معي بالأرقام المئوية والحسابات فهذا يقتل الرياضة، لقد فزت لأنني هزمت الموت في هذه الحلبة ولم أبالي بخطورة القيادة بها، كنت علي استعداد للموت لأقتنص منك اللقب".

Rush هو أحد الأفلام القليلة الحقيقية جداً عن رياضة السيارات بشهادة نكي لودا شخصياً وهو بطل فورمولا ١ لمواسم ١٩٧٥ و١٩٧٧ و١٩٨٤، لذلك فلا تفوت مشاهدته أثناء عرضه سينمائياً في مصر إذا أردت أن تتعرف بشكل أكبر علي هؤلاء ممن لا يرون الحياة إلا من داخل خوذة السباقات.

التعليقات

الأكثر قراءة

هذه أحدث قائمة أسعار سيارات MINI في مصر

هذه أحدث قائمة أسعار سيارات MINI في مصر

ميني،MINI،وكيل MINI،سيارات 2025،جلوبال أوتو،MINI مصر،اسعار السيارات،اسعار السيارات في مصر،التوكيل،اسعار السيارات الجديدة في مصر،اسعار السيارات في مصر 2025،

إقرأ المزيد >>
تخفيض رسمي على أسعار سيات أرونا 2025 في مصر

تخفيض رسمي على أسعار سيات أرونا 2025 في مصر

تعتبر أرونا واحدة من أهم السيارات التي تقدمها شركة كيان ايجيبت (الوكيل المحلي لسيارات سيات)، وذلك لأنها السيارة الأرخص سعرا بين سيارات الشركة من فئة مركبات SUV المتاحة في مصر،

إقرأ المزيد >>
تخفيض بسيط على سعر سيات ليون 2025 في مصر

تخفيض بسيط على سعر سيات ليون 2025 في مصر

باعتبارها وكيل رسمي لسيارات سيات الإسبانية في مصر، قدمت شركة كيان ايجيبت مؤخرا أحدث قائمة سعرية لسياراتها، ومن ضمنهم موديل 2025 من سيارتها ليون في السوق المحلي،

إقرأ المزيد >>