كتب: محمود مصطفي كمال

شكر خاص للمصورين: نعيم شدياق - منصور شبلي – اليريزا بوراكباري –  جورجي فيراري – توماس ريكاردسون

بين عائلة محبة للسيارات، وأب يقوم بتعديل السيارات في الجراج الخاص به في المنزل، وأخ أكبر صار فيما بعد أسطورة الراليات في لبنان، كانت بداية السائق اللبناني الشهير الذي كان نقطة انطلاق حلمه هي نقطة انطلاق لأحلام الكثيرين في الشرق الأوسط ممن أصبحوا جزءاَ من شعبية ريد بُل كار بارك دريفت في العالم العربي، والتي تستعد لتخطو أولي خطواتها العالمية بموسم 2014.

حب المنافسة هي السمة الرئيسية بشخصيته، فقد حصل علي المركز الثالث في أول سباق خاضه في حياته، أما في يومنا هذا فقد يكون السائق الوحيد الذي تستخدم معه الصحافة جملاَ مثل "عبدو فغالي يحقق فوزه السادس عشر علي التوالي"، وإذا كان هناك شيئاَ مؤكد، فهو أنه قادر علي نقل هذا الحب للمنافسة بشكل معدي إلي السائقين الأخرين في كل الدول التي يسافر إليها مع ريد بُل كار بارك دريفت.

بدأ عبدو فغالي مشواره الاحترافي عام 1998، وخلال السنوات أستطاع أن يكون سائق ذو شعبية كبيرة بالعديد من منصات التتويج برالي لبنان الدولي، وألقاب تحدي السرعة اللبناني، وسباق تسلق الهضبة بلبنان والشرق الأوسط، بالاضافة لتسع مشاركات ببطولة العالم للراليات، ومع تألقه كسائق راليات محترف، إلا أن عام 2008 شهد انطلاقة جديدة وخاصة جداَ.

بساحة انتظار سفلية تحت الأرض بسيتي مول بلبنان عام 2008، انطلقت حمي ريد بُل كار بارك دريفت للمرة الأولي كبطولة محلية لبنانية تجمع ما بين أسلوبي سباقات الدريفت المحلية وسباقات الجيمكانة وبقوانينها الخاصة جداَ، وهي البطولة التي كان الهدف منها أن يعبر محبو السيارات عن حبهم لرياضة الدريفت بطريقة أمنة بعيداَ عن الطرقات العامة، وأن يكون الأمر متاحاَ للهواة كما هو متاح للمحترفين، فمنافسات ريد بُل كار بارك دريفت لا تتطلب سيارة خارقة، وبدأ عبدو فغالي منذ ذلك الحين في التحول من سائق راليات وسباقات سرعة شهير إلي ظاهرة شرق أوسطية.

في عام 2010 تحولت ريد بُل كار بارك دريفت إلي بطولة اقليمية بعدما انتقلت حمي الدريفت إلي الدول المجاورة، فاستضافت لبنان أول نهائي اقليمي للبطولة توج به اللبناني فراس خداج أول ملك اقليمي للدريفت بعد منافسة مع 9 دول أخري، وبدأت شخصية عبدو فغالي الشهير بـ"دادو" في الظهور بشكل أكبر، سواء في مهاراته بالدريفت وعروضه التي تتضمن بعض الانجرافات السريعة في مساحات ضيقة بين كتل حديدية تجعلك تفكر مرتين دائماَ قبل أن تفعلها حتي وإن كنت علي سرعة 5 كيلومتر في الساعة، أو في حبه لمساعدة الأخرين ونقل خبرته لهم سواء في أسلوب القيادة أو أفضل الطرق لتعديل السيارة لتصبح مناسبة للدريفت.

"منذ أن كنت صغيراَ أتابع أبي يعدل السيارات في جراج المنزل وقد أصبحت السيارات هي نزهتي الخاصة، فأصبحت قادراَ علي قيادة جميع أنواع السيارات، واليوم بعدما أكرمني الله بالعديد من البطولات والكثير من الخبرة، أجد أنه من الضروري أن أنقل هذه الخبرة إلي الأخرين كما ساعدني الكثيرون في بداياتي"، قال لنا عبدو فغالي ذلك في حوار معه عام 2012، وهو ما لمسناه بالفعل في كل التصفيات الاقليمية التي قمنا بحضورها لريد بُل كار بارك دريفت، فمنذ أن أتت البطولة إلي مصر عام 2011، وأصبح هناك مشهداَ معتاداَ تراه خلال يوم التصفيات الأول وهو أن عبدو فغالي يعلم أحد السائقين كيف يقوم بحركة معينة قبل أن يقوم بإستبعاده، ويعطيه فرصة ثانية، ثم ثالثة بعد أن يركب معه السيارة ليريه كيف يقوم بالانجراف في منطقة معينة بنفسه، كما يتواصل "دادو" بشكل دائم مع السائقين طوال العام لإعطاء النصائح ومعرفة أخر أخبارهم وأخبار سياراتهم، وكان تتويج سعيد الموري بطل السعودية ملكاَ جديداَ للدريفت في 2011 نقطة جديدة من الشعبية لريد بُل كار بارك دريفت ومدير سباقاتها عبدو فغالي.

مع انطلاق برنامج Driven صار الوصول للجمهور أسهل، والذي يشارك عبدو فغالي في تقديمه مع  فرانسوا حبشي وسلطان حمدي، وقد أشتهر دادو من خلال البرنامج بفقرات تعليم الدريفت في المواسم الأولي، والعديد من نجوم العالم العربي يصرخون معه داخل السيارة أثناء جولة للدريفت علي أحد الحلبات، وقد ساعد فغالي علي النجاح التليفزيوني حضوره وخفة ظله المعروفة، ويعرض البرنامج في موسمه الرابع الأن علي قناة MBC Action.

في 2012 كان قدر الاثارة أكبر، فقد اشتعل ستاد القاهرة هنا في مصر حينما أقيمت تصفيات ريد بُل وصار هناك جمهوراَ خاصاَ لبطل الدريفت اللبناني الذي استمتع طوال التصفيات بتشجيع الجمهور والتفاعل معه، وكذلك كان الحال في جميع التصفيات الأخري في الموسم الذي انتهي بتتويج الأردني محمد الكخن ملكاَ للدريفت لعام 2012 في احتفال شهد تنظيماَ ضخماَ ومنافسة طاحنة.

في 2013 لم يكن دادو قد عرف حدوداَ لطموحه بعد، فبدأ العام بكسر الرقم القياسي لأطول دريفت في العالم ليتصدر اسمه صحافة رياضة السيارات في العالم لوقت طويل، ومع بدأ الموسم الجديد من ريد بُل كار بارك دريفت، كانت الاتصالات تشير إلي أن الموسم القادم من البطولة سيحمل خطوة جديدة وهو تحولها إلي بطولة عالمية بعد انضمام العديد من دول أوروبا الشرقية إليها بموسم 2014 .. وظلت المنافسة مشتعلة حتي الجمعة الماضية حينما أسدل الستار علي المنافسة بتتويج جاد هيمو بعدما نقل نهائي البطولة لأول مرة علي الهواء مباشرة علي قناة تليفزيونية ذات شعبية جارفة في الوطن العربي وهي MBC Action في البرنامج الذي يقدمه عبدو فغالي أيضاَ وهو Driven، ليشهد دادو علي نجاح الحلم الذي بدأ في ساحة انتظار سيتي مول بلبنان، ليصل في 5 سنوات إلي مستوي عالمي.

مشوار من النجاح عبر السنوات خاضه عبدو فغالي وما زال يضيف إليه كل يوم المزيد من النجاحات ليثبت أن لا أحد ينجح بمفرده، فنجاح كل شخص هو نقطة بداية لنجاح شخص أخر، فمن خلال الدور المحوري الذي لعبه عبدو فغالي في نشر رياضة الدريفت في الشرق الأوسط سواء مع ريد بُل كار بارك دريفت بالتنظيم والنصح والسفر إلي كل دول المنافسة علي مدار العام، أو بجذب جمهور جديد لها من خلال برنامج Driven، يستطيع الكثيرون أن يبدأوا من هذه النقطة أحلامهم ومشوارهم الخاص ليصلوا إلي أفاق جديدة بهذه الرياضة علي المستوي الشخصي والاقليمي وحتي العالمي، فالنجاح الذي بدأه عبدو فغالي من لبنان كان سبباَ في تحمس الكثيرين بمصر لهذه الرياضة ودخول العديد من الرعاة بها بعدما شاهدوا حدثاَ ينظم بشكل يستحق الاحترام مثل ريد بُل كار بارك دريفت، وبالتأكيد فإن هناك ولو شخصاَ واحداَ بكل بلد عربي يستطيع أن يتوحد مع هذا النجاح بعدما أصبح كل المشاركين بالبطولة الشهيرة أبطالاَ، ويبدأ منه طريقاَ جديداَ من النجاح. ولكن بالتأكيد فإن بعد عدة سنوات من الأن، إذا كنا نقف داخل حلبة سباق تشهد سباقاَ عالمياَ للدريفت به ألاف الجماهير في أحد بلادنا العربية، سنتذكر أن القوة الدافعة لكل ذلك بدأت بيدي وقدمي عبدو فغالي داخل سيارة بسيتي مول لبنان 2008.