تغطية وتصوير: محمود مصطفي كمال

الجولة النهائية لأول بطولة لرياضة السيارات للجامعات المصرية "Ecaru" كانت مختلفة عن كل السباقات التي تقام في مصر حتي أنه يصعب الكتابة عنها بالأسلوب الخبري التقريري حتي لا نغفل كم النماذج المشرفة التي قدمها أبطال هذه الرياضة وكم المشاعر الايجابية التي انتابت الجميع في يوم كان أشبه بإحتفالية بالجيل الجديد لرياضة السيارات، احتفالية أخذت شكل سباق.

أقيمت الجولة النهائية بحلبة الوادي بالعين السخنة يوم الاثنين 6 مايو وبدأ الاعداد لإنطلاق السباق منذ التاسعة صباحاَ بالفحص الفني للسيارات وتعليق أرقام التسابق التي تعلن الترتيب في دخول الحلبة، وقد تواجد جميع المتسابقين منذ بداية التجمع، وهم المتسابقين الذين خاضوا تدريبات الأكاديمية المصرية لتعليم القيادة الرياضية للسيارات وأصبحوا أول جيل يحصل علي رخصة القيادة الرياضية من الاتحاد المصري لرياضة السيارات، وبالتجول داخل الجزء المخصص لإنتظار السيارات من أجل الفحص الفني والدخول للحلبة كان من السهل التعرف علي العديد من الوجوه الشابة المعروفة في عالم السباقات في مصر بالفعل والذين خاضوا سباق Ecaru لكونهم ما زالوا بمرحلة الدراسة الجامعية مثل أحمد التابعي وأحمد الشريف من فريق زمزم وولف للسباقات، وأحمد قاسم وعمر ناصر وعمر صقر وأحمد طارق وغيرهم، كما شهد السباق مشاركة فتاة واحدة هي سلمي عادل بالسيارة BMW 118i، بالإضافة للوجوه الكثيرة التي خاضت في Ecaru سباقها الأول.

قام فريق Anti Lag بعملية الفحص الفني للسيارات فيما تطوع فريق زمزم للسباقات بعضويه شريف وجيه وكريم صالح الغير مشاركين في السباق في تنظيم دخول وخروج السيارات للفحص الفني ثم إلي ومن الحلبة بعد بدء السباق بالتعاون مع هيثم فردي مدرب الأكاديمية الذي لعب دوراَ رئيسياَ في انضباط عملية سير السباق.

بدء فريق الأكاديمية بتقديم الشرح لقوانين وفئات السباق بأعضاؤه المدربين وهم رامي سري وشادي أسامة وهيثم فردي، بالإضافة لعمرو عثمان مؤسس مبادرة Ecaru وشركة Eventology المنظمة للسباق والذي عبر عن مدي فخره بوصول هذه المبادرة إلي مرحلة متطورة، وأنها تهدف إلي اجتذاب محبي هذه الرياضة إلي حلبات السباق بدلاَ من ممارستها بشكل غير قانوني في الطرق العامة.

بدء السباق وبدأت السيارات في الدخول للحلبة لتعلن عن مواهب كثيرة خرجت من تجربة Ecaru لتعلن عن نفسها قادمة بقوة إلي عالم رياضة السيارات وسط عمالقته وأسماؤه المعروفة لتضيف إليها أسماءاَ جديدة وقوة جديدة في هذا المجتمع الخاص الذي أخذ في النمو بسرعة خلال السنوات الأخيرة، وظهرت رغبة الجميع في الفوز منذ المحاولة الأولي داخل الحلبة فكانت محاولة أحمد قاسم الأولي عنيفة للغاية رغبة منه في حسم فئته مبكراَ وكذلك مشاركة أحمد الشريف من فريق زمزم وولف الذي اصطدم بمشكلة مع ناقل الحركة في محاولته الأولي، وكذلك أحمد طارق الذي تعرض لمشكلة ميكانيكية منعته من استكمال المحاولة الأولي التي بدأها ببراعة، أما سلمي عادل الفتاة الوحيدة للسباق فقد أعلنت بقيادتها في سباقها الأول بأنها لم تأتي لمجرد المشاركة.

شهد السباق حضور مجموعة من أهم متسابقي رياضة السيارات في مصر في مقدمتهم ناصر أبو هيف "الرجل الذي بدأ كل شئ"، والذي أعلن عن دعمه لمبادرة Ecaru منذ بدايتها لتقديم أجيال جديدة من المتسابقين المصريين، كذلك حضر المتألق دائماَ تامر باشات الذي يحمل رقم 2 في عدد مرات الفوز بسباق أوتوكروس بعد ناصر أبو هيف، وكذلك نجم فريق كيا للسباقات وأحد أهم متسابقي السرعة والدريفت في مصر معتز عاطف الذي حضر بصحبة ضيف الشرف رأفت هارون نجم الدريفت الأردني الذي عبر عن سعادته بالتواجد في Ecaru وبالترحاب الذي لاقاه خلال زيارته في مصر، ومن الجيل الشاب فقد حضر أحد أهم متسابقي السرعة في مصر وهو هيثم سمير الذي نال هتافاَ مشجعاَ كبيراَ من الجمهور وقدمه شادي أسامة للجمهور فيما يشبه لقاء صحفي صغير بصفته نموذج للمتسابق الكامل من ناحية التكنيك والالتزام الأخلاقي، وتحدث هيثم سمير للمتسابقين الشباب مؤكداَ لهم أنهم علي الطريق الصحيح وأنهم يجب ألا ييأسوا عند ارتكاب الأخطاء قائلاَ أنه في بدايته ارتكب كل الأخطاء الممكنة داخل الحلبة حتي قام ببناء خبرته شيئاَ فشيئاَ.

وقد قدم هيثم سمير مشاركة بسيارته ميتسوبيشي ايفو علي حلبة الوادي نالت اعجاب الجماهير، وجاء بعدها تامر باشات للقاء صغير للجمهور مع شادي أسامة أيضاَ أوضح فيه أسامة أن تامر باشات هو أفضل من يقود سيارات السباق في مصر بالأرقام بعد ناصر أبو هيف، وأوضح أنه دائماَ ما كان معروفاَ بتركيزه الشديد وانفصاله التام عن أي شئ خارج السباق بمجرد الدخول للحلبة، وهو ما أكد باشات علي أهميته في كلمته ودعي المتسابقين الشباب إلي سؤاله إذا كانوا يحتاجون إلي أي نصيحة، ثم قدم مشاركة خاصة بسيارته علي حلبة الوادي.

وعاد المتسابقون الشباب للتسابق مرة أخري بعد التعرف علي نجومهم المفضلين في رياضة السيارات، وكانت المحاولة الثانية بالحلبة حماسية خاصة في المشاركة الأخيرة للسيارة رقم 68 وهي سيارة أحمد الشريف متسابق فريق زمزم للسباقات الذي استطاع في اللحظة الأخيرة من السباق أن يحقق زمناَ ممتازاَ بسيارة ذات نظام دفع خلفي احتل بها المركز الثالث في الترتيب العام الذي دائماَ ما تسيطر عليه سيارات الدفع الكلي في السباقات، وهو ما كان عليه الحال في Ecaru إذ انفرد بصدارة الترتيب العام ماجد محمود بسيارة ميتسوبيشي ايفو، وخلفه شريف أحمد سليمان بسيارة ميتسوبيشي ايفو أيضاَ.

بعد انتهاء المحاولة الثانية تم الاحتفال بالمتسابقين وتسليم الجوائز للفائزين بكل فئة، وقام بتسليم الجوائز د. عمرو عثمان مؤسس Ecaru وشركة Eventology المنظمة لها، ونجم السباقات تامر باشات، وذلك في حضور ابراهيم فريد مدير الاتحاد المصري لرياضة السيارات والذي حضر خصيصاَ للمشاركة في تسليم الجوائز لأول جيل يخرج من الأكاديمية المقامة تحت إشراف الاتحاد المصري لرياضة السيارات، وقام الجميع بإلتقاط الصور التذكارية، مع تكريم مدربي الأكاديمية الثلاثة شادي أسامة ورامي سري وهيثم فردي.

 أهم ما ميز سباق Ecaru هو أنه كان يمثل العبور للمستقبل، فأثناء شرح قوانين السباق صباح يوم السباق في ساحة الانتظار أثناء تجمع السائقين جميعهم لتلقي التعليمات، كانت عيناك تري السائقين الشباب يتوقفون بملابسهم الصيفية في انتظار الشرح الخاص بالسباق، فيما كان عقلك يري جميعهم ببدل السباقات ولكل منهم الفريق الخاص به والرعاة، وسط عدد كبير من الجمهور بعد سنوات قليلة. من الصعب تجاهل المجهود الكبير الذي قام به فريق Anti Lag في التنظيم وفريق زمزم وولف في تنظيم دخول وخروج المتسابقين، والانضباط الذي فرضه هيثم فردي علي المتسابقين بدون استثناءات علي مدي 9 ساعات في الشمس الحارقة، وشادي أسامة في وجوده في كل مكان بالحلبة تقريباَ سواء عند ساحة الانتظار أو عند طاولة النتائج، ورامي سري ودوره في تشجيع جميع المتسابقين بعدما اعتاد أن يحتفل به الناس بعد الفوز في السباقات فقد اختبر احساساَ جديداَ في Ecaru وهو أن يفوز غيره ويشير إليه ليقول "لولا تدريب رامي سري لما حققت أي شئ".

لقد كان Ecaru ممتازاَ في كل شئ، علي الناحية التنظيمية فقد كان منضبطاَ ومنظماَ وكانت النتائج الخاصة به تعلن علي الانترنت أثناء السباق بعد مجهود كبير قام به باسل حازم من فريق STT والذي يستحق أن يطلق عليه الجندي المجهول في السباق، كما كان سباقاَ متميزاَ في عدد النجوم الحاضرين به ليضربوا مثلاَ رائعاَ في دعم المواهب الشابة ودعم هذه الرياضة، فبعد سنوات شهدت ما يمكن أن نقول أنه "مشكلة في التواصل" استطاعت الأطراف المختلفة في مجتمع السيارات أن تجد بعضها البعض وتتكاتف في يوم واحد للعبور إلي مستقبل هذه الرياضة، فهو السباق الوحيد الذي لن تهتم بأن تعرف من الذي فاز به، لأن جميع من حضروا هذا السباق خرجوا فائزين.