كتب وتصوير – محمود مصطفي كمال

كنا نقف بشكل عادي قبل بدء ريد بٌل كار بارك دريفت (CPD)، نتفقد سيارات المتسابقين ونلقي نظرات علي الحلبة التي تم إنشائها في ساحة انتظار السيارات في ستاد القاهرة الدولي، وفجأة سمعنا صوتاَ، وحينما توجهت أنظارنا ناحيته .. تغير كل شئ.

كل من كان يفعل شيئاَ تركه فوراَ، حتي المتسابقين ممن كانوا يقومون باللمسات الأخيرة لسياراتهم، المصورون قاموا بفتح كاميراتهم علي الفور، أما الجمهور فبدء في التصفيق والإقتراب من حلبة السباق، وبعد ثواني قليلة بدأوا في الصراخ إعجاباَ!

لقد كان عبدو فغالي قد نزل إلي الحلبة بداخل BMW M3، وبدء في ممارسة ما هو خبير به، الدريفت! فبالنسبة لبطل في سباقات السيارات والراليات بقائمة بطولات أطول من أن يتم طرحها في مقال، فمشاهدته اليوم كانت متعة كبيرة أوقفت الكثيرين علي أطراف أصابعهم! فقد كان مبهراَ حتي للمتسابقين أنفسهم.

لا نتخيل أن نكون أحد المتسابقين في مسابقة للدريفت لينزل قبلها عبده فغالي ليفعل ما فعله، فهذا قد يمثل قمة الإحباط! عبدو فغالي يفعل أشياءاَ غريبة، فهو يقوم بالدوران 360 ويختمها بالمرور من بين قمعين تفصل بينهما مسافة من التي يتردد البعض في المرور بها إذا صادفها في الشارع أثناء السير علي سرعة 3 كيلومتر في الساعة! اما هو فيفعلها ببساطة وبسرعة ويبدو وكأنه لا يبذل أي مجهود علي الإطلاق، بل أنه يزيد من "التعقيد" للمتسابقين ويخرج احدي يديه ليحيي الجمهور، ثم يقرر أن يخرج بالكامل خارج السيارة ليحيي الجمهور وسط صراخ مقدم المسابقة "بتعمل ايه .. ارجع يا مجنون!!"، مشاهدة عبدو فغالي متعة بلا شك، لقد كان عرضاَ في حد ذاته بعيداَ عن المسابقة.

نتخيل لو أن عبدو فغالي مصرياَ أو له ظهور متكرر بمصر، فهو يستطيع بسهولة جداَ أن يجعل رياضات السيارات شعبية جداَ في مصر، فلدينا يقين أنه لا يوجد من سيشاهد عروضه ولا يخرج منها أحد كبار المعجبين، أنه ما يحتاجه المشهد الرياضي لرياضة السيارات في مصر بالضبط، فهو من يستطيع أن يجذب الأنظار كلها ناحيته بإحترافيته العالية وكاريزمته، قد يكون معظم من كانوا حاضرين اليوم لا يعرفون أي شئ عن رياضات السيارات وقوانينها، لكنهم كانوا مستمتعين، وهو .. قام بإعطائهم تعريفاَ دقيقاَ لما هو الدريفت .. فشهد ستاد القاهرة صراخاَ لا يشهده إلا في وجود نجوم كرة القدم، لكننا متأكدين أنه لو داوم علي عروضه في مصر، فإن شعبية أبو تريكة ستكون في خطر! فهذه ستكون بداية إختفاء دخان شماريخ مدرجات كرة القدم وبداية ظهور دخان الدريفت بقوة.