تغطية وتصوير – محمود مصطفي كمال

لم يكن هذا السباق تحديداَ سباقاَ كأي سباق أخر أعتاد الكثيرون أن يذهبوا لمشاهدته، فهو لم يكن سباقاَ ومنافسة بقدر ما كان احتفالية وتكريم لرموز رياضة السيارات في مصر وفي مقدمتهم الكابتن ناصر أبو هيف صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز في السباق المصري الأشهر "أوتوكروس" بـ18 فوز أخرهم كان عام 1996، ولم يستطع أحد طوال هذا الوقت أن يقترب من رقم 18 إذ يأتي تامر باشات في المركز الثاني في عدد مرات الفوز بـ11 فوز، ليبقي ناصر أبو هيف الإسم الأكثر لمعاناَ في رياضة سباقات السيارات في مصر رغم مرور 16 عاماَ علي مشاركته الأخيرة، لذلك فقد نظم الاتحاد المصري لرياضة السيارات والدراجات النارية، الجولة الأولي في بطولة مصر المفتوحة الأولي للسرعة والتي تحمل اسم "بطولة ناصر أبو هيف"، وذلك تكريماَ للعملاق الذي كان مصدراَ لإلهام الكثيرين ممن يشاركون اليوم في منافسات سباقات السيارات.

تم تنظيم السباق في مضمار ICC بمدينة العبور أمس السبت 7 يوليو، ليبدأ الحدث في حوالي الخامسة، وقد بدأ بتقديم معتز عاطف وشادي أسامة لأجيال المتسابقين في مصر في حضورهم جميعاَ للإحتفال بما وصلت إليه رياضة السيارات في مصر عبر هذه السنين بمشاركة معتز عاطف وشادي أسامة أيضاَ وهم أحد المشاركين في تأسيس المشهد الرياضي في مصر وأحد ألمع متسابقيه بثلاث مرات فوز لشادي أسامة ومرتين لمعتز عاطف.

التف أشهر سائقي مصر من جميع الأجيال في حلقة وبدأ معتز عاطف وشادي أسامة في تقديمهم وتقديم قصة سباقات السيارات في مصر والتعريف بكل سائق علي حدا، وشمل الحضور مجموعة كبيرة من السائقين المصريين مثل محمد عماد السويدي واسلام مشهور ونادر الخياط وخالد تاكي ومحمد ابو شادي وحمادة زلط وطارق عبد المجيد ووليد أمير وهيثم فاروق وحسام الأنصاري وتامر باشات وعمرو مكجايفر وأيمن مرزوق وأحمد غانم زيدان ومحمد الشهاوي وأحمد الوكيل ورامي سري وهيثم سمير الذي حضر في نهاية السباق وقام بعرض استعراضي، وقد قام جميع الحاضرين بالوقوف دقيقة حداد لقراءة الفاتحة لروح السائقين وائل عبد العزيز ومحمد أبو النجا.

وبعد تقديم كل متسابق علي حدا وقصة سباقات السيارات في مصر بداية من الفوز الأول لعزيز أباظة في أولي جولات أوتوكروس في مصر في أواخر الثمانينات حينما كان السباق يحمل اسم "سباق العربة الطائشة"، ثم الحديث عن تألق الكابتن ناصر أبو هيف وقيادته التي مكنته من السيطرة علي لقب السباق لـ18 مرة فوز، تبادل شادي أسامة ومعتز عاطف تقديم بعضهما البعض وقام الحاضرون بالتصفيق لشادي أسامة تقديراَ لإنجازه بصفته المصري الوحيد الذي وقف علي منصة تتويج حلبة نورنبيرج الأشهر في العالم بين حلبات سباقات السيارات، ثم كان المرور بأجيال السائقين في التقديم حتي الوصول إلي جيل رامي سري الذي استطاع أن يتوج ملكاَ للدريفت لعامين متتاليين وينتظر أن يمثل مصر في سبتمبر القادم في نهائي ريد بُل كار بارك دريفت في لبنان.

توجهت الأنظار بعد ذلك إلي مضمار السباق وبدأ السائقون في التعرف علي مضمار السباق في لفات تجريبية، وفي مقدمتهم كابتن ناصر أبو هيف الذي قام بعمل لفة تجريبية لمضمار السباق في سيارة سوبارو امبريزا، فيما كانت رفيقة نجاحاته وسيارته المحببة لانشيا تقف للعرض خارج المضمار، ثم تبع كابتن ناصر أبو هيف في التجربة شادي أسامة الذي قام بتجربة مضمار السباق في السيارة لوتس اسبري اس 4 الخاصة بخالد تاكي والتي حازت علي اعجاب الجميع، ثم عمرو مكجايفر في السيارة سوبارو امبريزا ثم رامي سري في سيارة منظمي السباق.

كان كل شئ هادئاَ إلي حد ثم بدأت الإثارة حينما أعلن معتز عاطف عن امكانية المشاركة في السباق لكل سائق بسيارته الخاصة، وهنا نزل رامي سري إلي المضمار بسيارته BMW 1m V8 الوحيدة في العالم ليعلن رسمياَ بدأ التحدي بين سائقي مصر الموجودين حينما قام بعرض استعراضي قوبل بالتصفيق الحار من الجمهور، وهو الظهور الأول لرامي سري مع الراعي الرسمي الجديد زيوت فالفولين، بعدها توالت السيارات في النزول إلي الحلبة وقام كل سائق بإستعراض مهارته في مضمار السباق وتوقف السباق في عدة محطات مهمة كانت أكثر مراحل السباق اثارة وأكثرها صياحاَ من الجمهور.

كانت مشاركة حسام الأنصاري أحد المحطات المهمة في السباق، خاصة وأنه قد جاء خصيصاَ من أبو ظبي حيث يقيم الأن لحضور السباق، وهو صاحب ثلاث مرات فوز خلال تاريخ اوتوكروس وذلك في جولات عامي 2003 و2004، وجاءت مشاركة حسام الأنصاري بسيارة معتز عاطف ميتسوبيشي لانسر ايفو، والتي قدم بها عرضاَ رائعاَ رغم اعلان معتز عاطف أنها غير مستعدة للسباق، كما جاءت مشاركة أحمد الوكيل صاحب المركز الثاني في ريد بُل كار بارك دريفت هذا العام لتكون أحد أكثر المشاركات تميزاَ خلال السباق.

جاءت مشاركات تامر باشات وشادي أسامة أيضاَ حماسية، وواجه طارق عبد المجيد مشكلة في سيارته بعد نزوله للتسابق، وهو الذي يأتي في المركز الرابع في عدد مرات الفوز بعد كابتن ناصر أبو هيف وتامر باشات وأحمد غانم زيدان، وذلك بأربعة مرات تتويج أولهم في الجولة الأولي من أوتوكروس عام 2000 وأخرهم في الجولة الثالثة عام 2005، وقد قاد طارق سيارته BMW M3 في هذا السباق وقد بدأت مشاركته بتحذير من معتز عاطف في الميكروفون يحذر فيها الموجودين حول المضمار من عنف قيادة طارق عبد المجيد! وبالفعل نزل طارق عبد المجيد إلي المضمار وكانت قيادته هجومية وممتعة وعنيفة لدرجة أن السيارة لم تحتمل وتوقفت لمشكلة في ناقل الحركة بعد أن انتزع تصفيق الجمهور المستمر، قام بعدها السائق الشاب هيثم سمير بتقديم عرض استعراضي في مضمار السباق كان أيضاَ أحد افضل الاستعراضات التي تم تقديمها خلال اليوم، وكان كل سائق يشارك بجولتين في المضمار، احداهما استعراضية والأخري يحتسب من خلالها توقيته من أجل حساب التوقيت الخاص بالسباق، وبعد حل مشكلة ناقل الحركة في سيارة طارق عبد المجيد قام بجولة أخري في المضمار أنهاها بعرض للدريفت انتزع تصفيق وتصفير الجماهير وغطي المكان تحت سحابة من الدخان.

جاءت أقصي محطات السباق اثارة حينما تشارك رامي سري وأحمد الوكيل السباق في عرض استعراضي للدريفت، خاصة وأن أحمد الوكيل قد جاء في المركز الثاني في منافسات ريد بُل كار بارك دريفت التي توج بها رامي سري هذا العام، فكان العرض ممتعاَ للغاية بين رامي بسيارته وأحمد الوكيل بسيارة خالد امام BMW M3.

وبعد انتهاء جميع السائقين من المشاركة وتسجيل الأوقات، ظل الجميع يتشاركون في مشاهدة بعض اللقطات والصور النادرة لسباقات السيارات في مصر منذ أن بدأت وحتي الأن، وظل الجميع يتشارك المشاهدة والضحك في بعض الأحيان حينما كانوا يشاهدون شخصياتهم الشابة في التسعينات، فيما شاهد الجيل الجديد هذه المشاهد بإعجاب من أن هذه كانت القيادة منذ 20 عاماَ.

وبعد انتهاء المشاهدة جاءت لحظة تتويج أبطال السباق وأصحاب أقل التوقيتات في المضمار، وجاء حسام الأنصاري في المركز الأول، ورامي سري في المركز الثاني والذي سجل أحد أقل التوقيتات بالرغم من مشاركته في السباق بسيارته BMW 1m ذات الدفع الخلفي، وفي المركز الثالث جاء تامر باشات، صاحب أعلي عدد مرات من الفوز بعد كابتن ناصر أبو هيف بـ11 فوز أولهم عام 1997.

بعد تتويج أبطال السباق تم تكريم العظيم ناصر أبو هيف والذي اقيم السباق علي شرفه، وذلك علي دوره في رياضة السيارات في مصر، وقد شكر أثناء تكريمه كل من حضروا والاتحاد المصري لرياضة السيارات والدراجات النارية علي تنظيمه لهذا الحدث، ثم تم تسليمه كأس التكريم.

ثم تم بعد ذلك تكريم سائقي مصر القدامي علي دورهم في رياضة السيارات في مصر، في السباق الذي كان بنكهة الاحتفالية أكثر منه كسباق، ففي يوم 7 يوليو 2012، كانت رياضة السيارات في مصر تحتفل بنفسها.