تصوير: محمد هشام عطا 

سيارتي الأولي كانت فولكس فاجن جولف 3، كان عمري وقتها يوماً واحداً، في الطريق من المستشفي التي ولدت بها إلي المنزل، لقد كانت جولف جزءاً من العائلة قبل أن أصبح أنا جزءاً منها.

كانت تلك هي بداية شغفي بالسيارات بشكل عام وجولف بشكل خاص، فظللت أتعرف علي كل شئ خاص بهذه السيارة عبر السنوات مع كل كشف عن جيل جديد لها، حتي حان وقت شراء سيارتي الخاصة.

ما الذي لدي جولف 7 لتقنعني بأن تكون سيارتي الجديدة؟

علي الرغم من الرابط القوي بيني وبين "جولف" مسبقاً، إلا أنني لم أكن قد حسمت قرار شرائها بشكل نهائي، فمعرفتي بالسيارات وشغفي بها عبر السنوات الذي بدأ مع الأجيال الأولي لجولف، جعل من الصعب أن أحسم قرار شراء سيارة لهذه الأسباب فحسب، علي الرغم من إعجابي الشديد بالجيل السابع الجديد من جولف والذي حرصت علي مشاهدته عن قرب العام الماضي بمعرض القاهرة الدولي للسيارات في الظهور الأول للسيارة بمصر وأفريقيا، لذلك قررت أن أدع مهمة إتخاذ القرار لجولف نفسها، بإختبار قيادتها لأري ماذا لديها لتقدمه لي لإقناعي بأن تكون سيارتي الخاصة.

قمت بحجز تجربة قيادة لجولف 7 الجديدة وذهبت في الموعد المحدد لفرع فولكس فاجن، وبالرغم من معرفتي جيداً بتصميم جولف 7 الجديدة إلا أنني أقف لأدقق بتفاصيلها في كل مرة أشاهدها لأتأمل في هذا التصميم الذي إستطاعت به فولكس فاجن أن تجعل جولف الأكثر أناقة ورياضية في الشكل الخارجي بفئتها بدون أن تفقد السيارة الجينات الخاصة بأجيالها السابقة التي أحفظ تفاصيلها عن ظهر قلب.

جلست بمقعد السائق بها لأول مرة بالكثير من التساؤلات

الجلوس بمقعد السائق داخل جولف 7 ينقل لك شعوراً لن تجده بأي سيارة أخري، فمع وضع يدك علي عجلة القيادة أنت تمسك بين يديك تاريخ ٤٠ عاماً من الإبتكار والتطوير والنجاح للهاتش باك المفضلة للعالم، كما أن جودة الصناعة الألمانية تستطيع أن تلمسها علي الفور في فخامة مقصورة القيادة وتصميمات أجزائها المختلفة، خاصة تصميم العدادات الحاد والرياضي، وهو ما أثار فضولي بشكل أكبر حول أدائها حينما أجعل هذه العدادات تتحرك بسرعة أثناء إختباري لها علي الطريق.

8.4 ثانية فقط إستغرقتها لإستعراض قدراتها .. وإهتمامها بالتفاصيل يثير الإعجاب

كأي محب للسيارات كان أول ما أريد أن أختبره هو التسارع، ولم يأخذ الأمر مني أكثر من 8.4 ثانية! فهذا هو الزمن الذي وصلت به جولف لسرعة ١٠٠ كيلومتر في الساعة من وضع الثبات بفضل المحرك TSI المبتكر من فولكس فاجن الذي يوفر للسيارة قوة ١٤٠ حصان بالرغم من أن سعة المحرك ١٤٠٠ سي سي فقط، وهو أمن للإستخدام مع بنزين ٩٢ مما يجعله مثالياً للإستخدام في مصر، خاصة وأنه يقدم هذه القوة بإستهلاك ٥ لترات لكل ١٠٠ كيلومتر فقط، وبعيداً عن القوة وتوفير الوقود، فإن له صوتاً رياضياً يجعل لجولف متعة قيادة إستثنائية.

علي الجانب الأخر كنت أظن أن ناقل الحركة اليدوي سيظل صاحب الأداء الرياضي الأعلي إلا أن ناقل الحركة DSG من فولكس فاجن أثبت عدم صحة ذلك أثناء تجربتي له، فلم أشعر بأي فقد لقوة المحرك أثناء الإنتقال من سرعة لآخري من السبع سرعات الخاصة به، فنقله للحركة في أجزاء من الثانية أظهر قوة المحرك بشكل أكبر وقدم للسيارة أداءاً فائقاً جمع بين سهولة ناقل الحركة الأوتوماتيكي ورياضية الناقل اليدوي.

أحد أهم ما يجعل قيادة جولف تجربة فريدة هي عجلة القيادة الخاصة بها والتي تحمل تصميماً خاصاً يختلف عن باقي السيارات بما فيها باقي سيارات فولكس فاجن، فعجلة القيادة غير دائرية بالكامل مما يجعل التحكم بها أسهل خاصة في الإلتفاف الكامل وركن السيارة، كما أن حساسات نظام المؤازرة "Power Steering" تعمل بشكل ممتاز، فعند محاولة ركن السيارة تجد أنها خفيفة الحركة بشكل كبير عكس ما ستجده علي السرعات العالية من أجل تحكم مثالي.

وافقتني جولف 7 في صعوبة تقديم تنازلات بمواصفات الأمان

بالرغم من معرفتي بأن فولكس فاجن تقدم السيارات الأكثر أماناً في العالم، إلا أن جولف قد إستطاعت أن تقدم لي سبباً أخر لأنبهر بها من جديد، بالثبات الكبير والتماسك الذي تشعر به أثناء قيادة السيارة علي السرعات العالية وأثناء وضعها في مواقف مفاجأة مثل الوقوف المفاجئ أو المناورة أثناء الفرملة، وذلك بفضل تزويدها بعدة أنظمة للأمان مثل نظام الفرامل المانعة للإنغلاق ABS بالإضافة لأحد الأنظمة بالغة الأهمية وهو ESP أو "برنامج التحكم الإليكتروني في الثبات" والذي يقوم بالتحكم في ثبات السيارة بتفعيل الفرامل لإطارات معينة وقت الحاجة لتعديل مسار السيارة بشكل إليكتروني حتي لا تنزلق السيارة أو تنحرف عن مسارها، ونظام ASR الذي يمنع إلتفاف الإطارات حول نفسها أثناء التسارع لعدم إهدار قوة المحرك أو إفساد الإطارات.

بالإضافة لذلك يتم تجهيز جولف 7 بوسادتين هوائيتين للسائق والراكب الأمامي، ووسادتي أمان علوياً للركاب بالمقاعد الأمامية والخلفية بالإضافة لوسائد هوائية جانبية للركاب بالمقاعد الأمامية، بالإضافة لتزويدها بأحد أهم مواصفات الأمان في الوقت الحالي وهو مانع السرقة الإليكتروني Immobilizer الذي يمنع تشغيل المحرك بدون المفتاح الأصلي للسيارة، فمن المهم أن تشعر بالأمان داخل سيارتك وهو تتميز به جولف بجدارة تجعلك لا تفكر في أي شئ سوي الإستمتاع بالطريق علي أنغام النظام الترفيهي المزود بثمان سماعات وشاشة تعمل باللمس، مع إمكانية التحكم بالصوت من عجلة القيادة، ووجود مداخل AUX وSD Card.

فولكس فاجن جولف 7 هي سيارتي الجديدة

"هذه هي سيارتي الجديدة"، قرار إتخذته في ذهني قبل حتي أن أعود لفرع فولكس فاجن، لقد قررت أن أنضم لثلاثين مليون مالك فخور بسيارته فولكس فاجن جولف منذ إطلاقها منذ أربعين عاماً، ولكن جولف 7 تحمل لمالكيها فخراً مضاعفاً، فمن ناحية هي تحفة تكنولوجية تعد الأكثر تطوراً وأماناً في فئتها، ومن الجانب الأخر هي أصل الهاتش باك في العالم وتحمل خلفها تاريخاً طويلاً يمتد لسبعة أجيال، من فولكس فاجن العلامة التي تمثل فخر الصناعة الألمانية، لذلك أبدأ فصلاً جديداً مع جولف التي كانت بداية معرفتي بالسيارات، بجيلها السابع الجديد المتوج بجائزة "سيارة العام عالمياً" لعام ٢٠١٣.